+ بدأ الإنسان الاول يتواصل مع أقرانه ومع الطبيعه وعناصرها وحتى مع آلهته بالحركه وبالاشاره والايماءه والرقص، فى بداية الخليقه لم يكن هناك كلمه بل تعبير وجه وحركات يدين, تلك كانت لغة الاشارات التى كان الإنسان الأول يستطيع من خلالها التعبير عن ما بداخل مكنوناته النفسيه الداخليه ورغباته الفسيولوجيه قبل أن يتمكن من معرفة الكلام ولغة الحديث والحوار, فقبل أن يصنع أدوات الصيد والحرب والقتل تعلم الانسان كيف يستخدم جسده تلك الميكنه الربانيه التى تعد أكمل واعقد وأشمل جهاز عرفه الانسان, فهو أدق الاجهزه تعبيرا وتوصيلا واستجابه وشفافيه. أصبحت الحاجه ملحه فى فتره من الفترات الى البحث عن أدوات جديده فى عالم التمثيل والتوصيل المسرحى تكون أكثر دقه من عالم الكلمه المنطوقه وأكثر وصولا الى المتلقى
+ قبل أن نتحدث عن الجذور التاريخيه والبدايات الحقيقيه لفن الدراما الحركيه لابد أن نميز بينه وبين بعض الفنون الاخرى التى يخلط الكثير بينهما على أن الكل رقص مسرحى وهذا خطأ فهناك ( الرقص المسرحى ) الحديث وال modern والكلاسيكى و( الرقص الشعبى ) الفلكلورى, والتراثى المرتبط بثقافات داخليه محليه وقوميه عالميه, وهناك( فن الباليه ) وهى أرقى أنواع الرقص المسرحى فى العالم، وهناك (المايم والبانتوميم) وكلاهما يعد تمثيلا صامتا حيث يقوم أحد الممثلين بآداء مشهد تمثيلى صامت أماأن يكون مصاحبا للموسيقى أو أن يكون معتمدا على الصوره الحدثيه فقط, أما دراما الحركه the body movement أو لغةالجسد _ موضوع الحديث - فهناك نوعان التعبير الحركى، والرقص الدرامى "الاستعراضات". ان فن الاستعراضات هو أكثر الفنون الحركيه شيوعا فى المسرح المصرى والعربى فهو مرتبط تمام الارتباط بالمسرح المصرى فى فترة الستينان حتى الان وخصوصا فى مسارح القطاع الخاص التى تعتمد فى مسرحياتها على عناصر الابهار والفرق الاستعراضيه والفواصل الغنائيه .
+ أما الدراما الحركيه ( التعبير الحركى) فقد عرفه المسرح المصرى فى الاونه الاخيره من القرن العشرين منذ ما يقرب من حوالى عشر سنوات حينما ظهرت فرق الرقص الحديث وبدأت الانظار تتجه نحو المسرح العالمى وتحاكى أشكاله وأنماطه الجديده وخصوصا ( المسرح الامريكى) الذى يعد أول المسارح على الاطلاق استخداما لهذا النوع من الفنون وهو لغةالجسد فى المسرح, وعن شكل هذا الفن فى المسرح المصرى فقد بدأ فى شكل مصاحبه حركيه فى العروض الجاده التراجيديه والمسرحيات الميلودراميه التى تعتمد فى بنائها على الناحيه التجريبيه, أتخذت أيضا شكل الرقص المسرحى والخطوات الراقصه ومع تطور المسرح وكثرة احتكاكه بالمسارح العالميه وخصوصا فى دورات المسرح التجريببى ذهب الاتجاه الى المسرحيات الحركيه فقط التى تقوم فى أساسها ومجملها على الحركه فقط وهذا هو أدق وأصعب أنواع الحركه حيث يعتمد فى أساسه على استخدام الجسد بكل مفرداته ودلالاته والحركات الارضيه والعلويه والاتساقات الجسميه والكتل البشريه وعلاقة الكتل ببعضها البعض, وقد برع الكثيرون فى هذا المجال أمثال ( وليد عونى ) ( محمود الراعى ) (حماده شوشه) وغيرهم ممن وضعوا الجسد محل التجريب .
+ حين قيل ان المسرح كلمه و "ممثل" كان المعنى حرفيا الكلمه المكتوبه والممثل الذى يلقيها أما الان فقد أصبح الاهتمام بالمنطوقه وغير المنطوقه وهذا يعنى أن الحركه يمكن أن تحل محل الحوار فى بعض الاحيان التى لايمكن للغة الكلام أن تعبر عنها وبعض اللحظات الدراميه التى يستحيل تجسيدها حقيقه كالموت والقتل واستدعاء العوالم الاخرى بعض المواقف التى تكون الكلمه مباشره فى هيئة توصيلها . لقد تنبه الكثيرون من أصحاب التجارب والورش المسرحيه الى ضرورة تجريب الجسد حتى يتمكن الممثل من استخدامه استخداما صحيحا يمكنه من احداث التناغم بين حركة الجسد والصوت وتعبيرات الوجه, وقد توصل بعض أصحاب هذه التجارب الى أنه يمكن بعد فترة تدريب مناسبه أن يصل الجسد الى مرحله يتمكن فيها من اتخاذ القرار بشأن الحركه دون انتظار الامر من المخ, كما توصلوا الى نظام أصبحت معظم الورش تعتمد عليه وهو مايسمى بنظام الاستخدام الذاتى self use sustem