رغم ماتلعبه الاضاءة المسرحية من دور كبير جدا على المسرح ربما لايقل اهمية عن هذا الدور الرائع الذى تلعبه عدسة الزوم السينمائية فى توصيل احساسيات وتعبيرات وربما انتقالات وتحولات فى الشخصية
الا ان للاسف دورها محدود جدا فى البلاد العربية ومصر تحديدا ولكن لايرجع ذلك الى المخرجين بل الى قلة الامكانيات بدور العرض
علمت من مصدر " غير مؤكد " ان اكاديمية الفنون الامريكية تحوى قسم " الاضاءة " لما لها من دور هام جدا فى المسرح
يدرس الدارسون بهذا القسم الالوان وتاثيرها على الجمهور وكذلك فنون التلوين والفن التشكيلى صاحب دور اساسى فى هذا القسم
تعد الاضاءة احدى العناصر الاساسية للعرض المسرحي أي انها احدى مكملات جماليات المسرح ، واذا تتبعنا بدايات الاضاءة المسرحية نراها انها كانت طبيعية أي ان الشمس هي مصدرها الاول وكانت المسارح مفتوحة انذاك حيث تقام العروض المسرحية من الصباح الباكر حتى غروب الشمس وبذلك امتاز المسرح الاغريقي بأستخدام النار للتعبير عن الزمن أي بمعنى المشهد يجري ليلاً فتكون المشاعل النارية بديلاً عنها .
اما في العصور الوسطى فقد تم استخدام الشموع جنب الضوء الطبيعي حتى صار الوقت المناسب لتصنيع الانارة بعد مدة من الزمن في سنة 1550 قدم (ليون دى سولي) فكرة مازالت تستخدم حتى اليوم اعتماداً على استخدام اضاءة قوية للمشاهد التي تمثل احداثاً مفرحة واستخدام اقل اضاءة للمشاهد المؤلمة .
ويعد القرن السابع عشر هو قرن الضوء بحق أي بدأت امكانيات الاضاءة من حيث قوتها وتلوينها أي الوصول الى اجهزة اضاءة غامرة واكتشاف المواد العاكسة والشفافة ومن ثم ظهور فكرة اطفاء انوار الصالة تماماً اثناء العرض ومن ثم وضعت عدة اماكن للأضاءة في ارض الخشبة وفي الجانب .
ومن اهم التطورات التي جرت على الاضاءة الصناعية المتقدمة هي التي اجراها (دافيد جاريك) على المسرح الانكليزي ووضع مركز الاضاءة فوق خشبة المسرح لاضاءة الممثلين بصورة جيدة .
بعد هذه الفترة انتشرت تجارب (جلفاني) التي اكتشف فيها المصباح القوسي سنة 1808 ومن بعد تم اختراع المصباح الكهربائي في العام 1879 وهي السنة التي كتب فيها ابسن مسرحية (بيت الدمية) .
ومن بعد تدرجت الحداثة في الاجهزة مع مرور الزمن حتى ابتكر المهندس (جورج ايزنهور) استعمال حمامات الكترونية كبيرة في عملية تخفيض الاضاءة المسرحية وتوالت الابتكارات الالكترونية حيث استخدمت اجهزة الكمبيوتر لغرض السيطرة وتحويل المشاهد والفصول على الاشرطة المثقبة وتلتها انواع عديدة من الدسكات التي ما تزالت تتطور حتى اليوم .
ومن ثم بدءوا بدراسة جماليات الاضاءة ومدى تأثيراتها على المسرح ومن هؤلاء الفنانين والمبتكرين سبستيانو سريليو ونيقولا ساباتيني وغيرهم من الفنانين الذين اضافوا مبتكرات لفن الاضاءة ومن معرفة جمالية الضوء مسرحياً ومدى تأثير الاضاءة في مساعدة المخرج حيث تعد احدى مكملات العناصر البصرية والاضاءة تساعد المتفرج على الرؤية الواضحة لمعرفة تفاصيل العمل الفني وكما يمكن تأكيد مفهومي الزمان والمكان باستعمال الإضاءة ومن مزاياها أيضا أنها تساعد في السيطرة وتكوين المزاج النفسي .
أما بالنسبة لأنواع أجهزة الإضاءة فتشمل (الكشافات المركزة والأجهزة الفيضية وأجهزة المتابعة وأجهزة المؤثرات) .
تلك هي بدايات الإضاءة المسرحية وأنواعها وفائدتها وتأثيرها واستخدامها ودخولها في كل أنواع المسارح كالكوميدي والتراجيدي والأوبرا والسياسي ... الخ .