تعلمت أن : كل شئ بمشيئة الله ..
وكل أمر هو بسماح من الله و حسب قصده الإلهى , و ليس صُدفه فى حياة أولاد الله .
حقاً " ليس لإنسان يمشى أن يهدى خطواته " (إر23:10)
أبونا اللى فى الكنيسة
1) خلاص اعترفتى !!
فى ذات مرة كنت أزور مريضة فى المستشفى , و بعد الزيارة سألتنى ابنتها : إلى أين أنت ذاهب يا أبونا ؟
أجبت : إلى الكنيسة .
تسمح لى أجى معاك ؟
و ركبنا معاً السيارة . فقلت لنفسى .. فرصة . وبادرتها بالسؤال :
آخر مرة حضرتك اتناولتِ امتى ؟
لم أتناول منذ فترة طويلة .
لماذا ؟
لأنى لا أعترف .
و لماذا لا تعترفين ؟ أكبر خطية تحرج الإنسان إما القتل .. هل قتلتِ ؟
لا ؟
وإما الزنا .
أجابت : افرض ...
قلت لها : ها أنت قد اعترفتِ !! خلاص
قالت : خلاص كده ؟؟!!
قلت : خلاص يا ستى .. اتناولى بعد ما أن يقرأ لك أب اعترافك التحليل .
و أوصلتها إلى بيتها متهللة فرحانة .
ربما يعترض البعض بأنها لم تعترف . لكنى أطرح رأيى بأن هذه الأخت منتظرة زقة , منتظرة من يزيل رعبها . محتاجة من يسندها.
+ إنهم أولاد الضعفاء . فلنترفق بهم , لنسندهم لأنهم مرضى الخطية , لنُجبَّرهم لأنهم مكسورون , لنضمد جروحهم . فكلنا تحت الضعف
2) ليس للإنسان أن يهدى خطواته
خرجت من الكنيسة قاصداً زيارة .. وفوجئت أنى سرت يميناً , و المفروض أن أسير يساراً .
تساءلت .. لماذا جئت من هنا ؟ كان مفروض أن أسير شمالاً . وهممت بالعودة .
فوجئت بشاب لا أعرفه . سلم علىَّ .. وقال : يا سلام يا أبونا دا انا رايح لك !
وضعت يدى فى ذراعه و عُدنا إلى الكنيسة .. و جلسنا نتعارف ..
هات ما عندك .
و اعترف , و قرأت له الحِلّ .
ماذا أقول ؟
+ لقد حولّ الرب طريقى لألتقى بهذا الشاب و لخيره .
+ ليس لإنسان أن يهدى خطواته .
3) يسوع حلو
فى مرّة دخل علىَّ إنسان مقطب الجبين .. عابس الوجه .
بادرته .. يا ساتر , مالك يا ابنى ؟
تعبان
و بعد أن جلس , بدأ حديثه يبث شكواه من ظروف الحياة و المشاكل العائلية , و .. استمر الحديث عن الرجاء و عن محبة الله . و قرأت له التحليل و وضعت فى يده مبلغاَ صغيراً .
فى اليوم التالى كنت نازل افتقاد على الأقدام , و فوجئت بنفس الإنسان يُقبل إلىّ بوجه بشوش ! .. اندهشت .
وبادرته : يا سلام على الوجه المملوء سلاماً ! إنه سلام الله الذى يفوق كل عقل .
قال لى يسوع حلو
فى اليوم التالى و كنا فى الصوم الكبير , دخلت القداس إلى الهيكل للصلاة و الهدوء .
و فاجأنى نفس الشخص ..
ما الذى أتى بك الآن؟
الروح القدس .. قال لى أنك فى الهيكل !!
سألته : يسوع حلو ؟
أجاب : حلو و يتحب
4) إجابة عجيبة
سألت حفيدتى ذات الأربع سنوات مرة : لو قابلت واحد أعمى فى الشارع ... ماذا تفعلين معه ؟
أترك لك عزيزى القارئ أن تتصورَّ أو تتوقعَّ ماذا كانت إجابتها ..
مثلاً ... آخذ إيده و أعدّى بيه الشارع .
أو أسأله : أنت رايح فين و أوصّله .
أو أوصله إلى محطة الترام أو الأتوبيس و أركَّبه .
فوجئت بإجابة لم تخطر على بالى أو ببال أى إنسان . تُرى ما هى ؟
قالت ببراءة الأطفال :
أحط إيدى على عينيه و أقول له فتَّح عينك زى ما بابا يسوع ما عمل مع المولود أعمى !!!
حقاً ... إن لم ترجعوا و تصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات (مت3:18)
إيمان عجيب و إجابة عجيبة
5) يُعطى أكثر مما نفكر
جاءنى إنسان مُحب و كنت اتكلم مع أخت فى فناء الكنيسة عن احتياجها كعروس ... و سلّمت لها 500 جنيه .. و كان يسمع الحديث هذا الأخ الفاضل الذى جاء يسلّمنى عطيته قائلاً : دول ألف جنيه لمارمينا .
ثم بادرنى بالسؤال : ما حاجة هذه الأخت ؟ و ما حالها ؟
قُلت إنها عروسة و قد أعطيتها 500 جنيه .
تندهش عزيزى القارئ .. هل تخمن ماذا حدث ؟؟
فكر ..
أخرج من جيبه و عد قائلاً : و آدى الـ 500 جنيه كمان يا أبى .
عجبى ..
قدَّمت 500 جنيه جاءنى 1000 جنيه !! و عادت إلىّ الـ 500 جنيه تانى .
مين اللى كسبان ؟؟!!
+ المعطى المسرور يحبه الرب (2كو7:9)
+ أعطوا تُعطوا .. (لو38:6)
+ مغبوط هو العطاء .. (أع35:20)
+ الذى يزرع بالشُّح .. بالشُّح أيضاً يحصد (2كو7:9)
6) معقول ؟!
حضرت سيدة .... من إخوة الرب المُعدمين بالحقيقة . و فى هذا اليوم اشتقت أن أسمع حكايتها بالتفصيل و تفرّغت لها تماماً فعلمت منها أنها أرملة تعيش فى حجرة مع ابنتها الوحيدة بالإعدادية و رأيت فى عينها بساطة الإيمان و قوة التسليم و حياة الشكر العجيبة و عناية الله الفائقة بها مع إنها تنام على حصيرة على الأرض , و عندما تحتاج إلى رغيف خبز .. ترفع عينيها بل قلبها مع يديها إلى أبيها السماوى فتجد ربع جنيه تحت الحصيرة !
هكذا قالت إن الله لم يتركها أبداً و بعبارة أدمعت عينىّ :ده إحنا حدقة عينه .. و دمعت عيناها .. و بحنان الأبوة ربَّتُ على كتفها قائلاً لها : " لا تبكِ " و أعطيتها عشرة جنيهات . فقالت " ياه يا أبونا ده كتير قوى " !!.
ودّعتها بدموعى و قالت و هى تودعنى : " يا ترى ها أشوفك تانى يا أبونا "؟؟ و فعلاً لم أرها بعد ذلك .. أكيد سافرت السما .
بعد خروجها جاء زوج مع زوجته و دفعا .. حذروا كام ؟
1200 جنيه نعم ألف ومائتان جنيهاً لتوزيعها على المحتاجين .
مش معقول يا ربى !! 10 جنيه تجيب 1200 !
معقول ؟
7) لما يشوف حُبّها
فى رحلة بالأتوبيس عرض المشرف مشكلة معاصرة و متكررة .. ما هى ؟
زوج يرفض أن تذهب زوجته لأسرتها لأسباب غير مقنعة , و فى الوقت نفسه يأمرها أن تذهب لأخيه المريض للسؤال عليه .
طبعاً هىَ ترفض .. بالمثل . ثار الزوج . و ولعت . و التجئوا لمشورة الكاهن . ماذا ترون ؟
و تبارى مشتركو الرحلة فى التعبير كلٌّ عن رأية . و اختلفت الإجابات . منها ما هو غير منطقى .. و منها ما هو غير عملى .
و فوجئ مشرف الرحلة بطفلة ذات السبع سنوات تطلب الميكروفون قائلة : عندى حَل !!!
تطلّع المشرف مندهشاً . ها نلعب . ها نعيّل !
و احتراماً لحرية الرأى .. أعطاها الميكروفون بين استغراب أفراد الرحلة من رجال وسيدات .
قالت : " هىَ تروح مع زوجها عند أهله . ولما يشوف حبها ده هايخليها تروح عند أهلها " .
و هنا صفق لها المستمعون .
عزيزى الخادم .. لا تحتقر أحداً .. و لا تستصغر رأياً . عزيزى الأب : احترم رأى أولادك و شجعهم على التعبير . عزيزتى الأم : لا تستهينى برأى أحد أبنائك . بل ربّى فيهم حرية الرأى لنمو شخصياتهم فنحن لا نريد شخيات خانعة .. , خاضعة . بل شخصيات قوية , مُعبرّة إيجابية .
منقول