الازياء المسرحية في العرض البصري

الازياء المسرحية في العرض البصري


ترتبط كل عناصر العرض البصرية في ارتباط داخلي متشابك حيث تجتمع وتتضامن لكي تخلق وحدة الموضوع، وتصبح لها قيمة أعظم من مجرد قيمة وجودها بوصفها عناصر، وذلك عندما تتحرك في آن واحد ومن منطلقٍ واحد.


ويقف بالصدارة منها الممثل لما يحمله من قدرة جسدية تتفاعل مع زي الممثل وادواته لخلق سينوغرافيا العرض المسرحي.

فالجسد هو الجلد الأول للمثل ثم يأتي الجلد الثاني/ الملابس / فالزي هو الذي يظهر حركة الجسد لانه يمتلك دلالات ترافق وضعيات الجسد وقوفاً او مشياً او جلوساً والهدف الاخر من الملابس والازياء عند الممثل هو تعريف المتلقي بالدور الذي يؤديه الممثل حيث تعمل الازياء على خلق الايهام وتساهم في اظهار الشخصية في المجتمع وطباعها والظروف الاجتماعية والفئة العمرية للشخصية ، ان كان كهلاً او يافعاً او غنياً او فقيراً.

والازياء تتحكم بمزاج الشخصية ونشاطها العقلي والبدني كل هذا لاعطاء انطباع عن الشعور الداخلي المجهول والذي يمثل مفتاح الشخصية. لقد اكدت الدراسات الحديثة على تفهم العلاقة بين المخرج ومصمم الازياء من خلال حضور مصمم” البروفات “ المسرحية وقراءة النص المسرحي بأعتبار ان العمل المسرحي هو عمل تعاوني لا يمكن لفرد بمفرده ان يؤديه على الوجه الاكمل والاجمل.
اذن فأن عملية خلق التعاون بين عناصر الانتاج المسرحي هي عملية مهمة ترتقي بالعمل المسرحي نحو الجمالية والتقنية الفنية العالية لاي عرض مسرحي.

ان ما يريده المخرج هو اظهار الفكرة الاساسية للنص وهذا يتطلب من مصمم الازياء ان يتعرف جيداً على اسلوب عمل المخرج، فيتمثل فيما يتصوره مع بقية العناصر الاخرى وصولاً الى تلاءم مع طبيعة النص والشخصيات والاحداث والبيئة والمكان والزمان والجو العام وعلاقتهما مع العناصر البصرية. وان تكون لمصمم الازياء القدرة على رسم الشخصية وحركتها وان يلم بأسلوب القدرة على مجانسة الالوان لمجموع الشخصيات وكذلك الاشكال التي تطرح على المسرح من ديكور وقطع واثاث كل هذا يحتاج الى تقنيات محكمة في الرسم والتلوين ومهارة في التنفيذ وقدرة على اختراق مخيلة المتلقي لاقناعة بما يقدم له على خشبة المسرح

"لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ"