الخطوة الأولى.. للمسرح
الأفكار والرؤى أخذت في التطور والتكيف عبر التاريخ بما يناسب الحقبة الزمنية التي خُلِقت فيها، وأخذ هذا في الحدوث خطوة خطوة، فالفكرة العامة تنشأ في فكر شخص واحد أولاً، ثم تأخذ في التطور عن طريق الأشخاص الآخرين، ثم تبلورها الحضارات بما يناسبها وينفعها ويتماشى معها.
وهذه الحضارات هي الإغريقية، والرومانية وهذه الفكرة هي المسرح، فمنذ 2500 سنة في القرن السادس قبل الميلاد كان مسرح ديونيسس يحتضن الشكل الأقرب من المسرح الحالي، فكانت هناك عروض غنائية وراقصة احتفالاً بعدة مناسبات عند الإغريق.
وفي هذه الأثناء ظهر رجل يدعى "ثيبسس" أخذ يفكر في تقديم عرض تمثيلي ناطق، وكانت هذه العروض تقام في الملأ؛ ليشاهدها أكبر عدد من المتفرجين (أكثر من 10.000 آلاف).
ومعظم هذه العروض الناطقة سواء كوميدية أم تراجيدية تكون مصحوبة إما بموسيقى، أو بكورال "غناء جماعي" أو شعر في بعض الأحيان أو بفنانين يلبسون الأقنعة وكل هذا للمساعدة على الترفيه، وهذه العروض أصبحت فيما بعد "فترة الازدهار" ذات تأثير واضح على الدراما الغربية بداية من الحضارة الرومانية إلى يومنا هذا.
فالإغريق كانوا يقدرون العروض المسرحية على نطاق واسع، وقد أخذ الإغريق في إنتاج وخلق بدائل وتنوعات تتلاءم مع هذه الحضارة، وبدأت هذه البدائل في تغيير وتجديد المسارح وطريقة العرض، فلقد أنتج الرومان المسرح المستخدم إلى يومنا هذا، وهي خشبة المسرح وستارة المسرح وإطارها.
وتغيرات أخرى حدثت للنص (مثال خلق طرق جديدة للعروض)، كإضافة البنتومايين "التمثيل الصامت" وهو قريب من فن الباليه، وأحيانًا أخرى تصوير ملاحم ومعارك بصور كاريكاتورية "ساخرة" عن طريق التمثيل. والأوبرا مثال حي لمَّا أتحدث عنه وهو التكيف المتطور للمسرح الروماني والإغريقي.
وهناك تطور أكثر حدث للمسرح، وهو دليل على التكيف للفكرة الأصلية نتج عنه كوميديا الإنشاء أو "الكوميديا الارتجالية" التي ظهرت في إيطاليا، وهي عبارة عن وجود نص كوميدي أصلي يأخذ في التطور بالعرض وعن طريقة الممثلين.
وأخيرًا طالما توجد حياة بكل جوانبها المتعددة من حضارات وآراء وأحاسيس ومشاكل ومعتقدات سيستمر التطور، والمسرح، وخلق أشكال وأنماط إبداعية جديدة وشيقة.