اساليب تقديم الموضوعات

منذ أن بدأ السيد المسيح له المجد رسالته الكرازية وخرج إلى الجموع يتعامل معهم ويحدثهم عن بشارته، استخدم له المجد أساليب كثيرة ومتنوعة فى توصيل كلمته إلى الناس، فنجده تارة يستخدم التعليم المباشر من خلال الموعظة على الجبل (الإصحاحات 5،6،7 من إنجيل متى). وتارة يستخدم الأمثال حيث يسجل لنا الكتاب المقدس ما يقرب من ثلاثين مثلاً قدمهم السيد المسيح له المجد فى مواضع مختلفة بغرض إرسال فكرة معينة أو تعليم ما عن طريق مثل عملي مقبول من واقع وذهن الناس، أيضاً المعجزات الحية المتعددة والتي تتضمن العمق التعليمي، كذلك التعليم العملي من خلال المواقف والممارسات الحياتية مع الناس مثل حرصه مثلاً على جمع الكسر المتبقاة فى نهاية معجرة إشباع الجموع.

خلاصة القول : لقد قدم لنا السيد المسيح له المجد المثال العملي، ومنذ وقت مبكر، على أهمية تنويع الأساليب التى من خلالها نستطيع أن نقدم بها المضمون التعليمي للمخدومين، وذلك من منطلق أن كل شخص من الذين نتعامل معهم يختلف عن الآخر، فكل عضو من أعضاء الجماعة له قدرته الاستيعابية، وثقافته الخاصة، وبناءه الفكري المميز له، بل مزاجه الخاص، ورود أفعال كل منهم مختلفة تبعاً لما سبق، وعليه فإن تنوع أساليب الاتصال من الأمور الضرورية جداً فى خدمتنا وتأتى فى إطار حديثنا عن أساليب الخدمة.

(1) ما هو الهدف من هذا الموضوع؟
نحن نعيش فى عصر اصطلح على تسميته بعصر "ثورة المعلومات والاتصالات" ويقصد به هذه القفزة المذهلة فى تكنولوجيا الإعلام والاتصال وانتقال المعلومات والمعرفة. لذا تبدو الحاجة ملحة ونحن نعرض الحديث عن أساليب الخدمة أن نراجع معاً الأساليب المستخدمة فى تقديم الموضوعات للمخدومين، وإلى أي حد استطاعت التأثير فيهم وتغييرهم تغييراً حقيقياً. ولا شك أن هذا التغيير الذي نتحدث عنه يتوقف إلى حد كبير على مدى جودة الأسلوب المستخدم فى أن يلقى قبولاً مثمراً فى ذهن ووجدان المخدوم.
(2) أساليب تقديم الموضوعات :
تتعدد الأساليب المستخدمة فى تقديم الموضوعات، فمنها ما هو معروف ويمارس بكثرة منذ زمن، ومنها ما هو جديد استحدث وبدأت ممارسته مؤخراً ومنها ما بدأ العالم المتقدم ممارسته ولم يمارس بعد هنا.
بداية سوف نعدد هذه الأساليب ثم نختار بعضاً منها للحديث عن مزاياه وعيوبه وسوف نحاول أن يكون الاختيار ممثلاً للقديم، والحديث، والمبتكر من هذه الأساليب.

أ- قائمة بأسماء الأساليب المستخدمة فى تقديم الموضوعات :
(1) المحاضرة. (4) المحاضرة النقاشية. (7) تمثيل الأدوار.
(2) الندوة. (5) الإثارة الذهنية. ( وسائل الإيضاح.
(3) دراسة الحالة. (6) المناظرة. (9) الألعاب.

ب- نماذج مختارة لأساليب تقديم الموضوعات :
1- المحاضرة : Lecture
تعريف : يقوم به شخص واحد حيث يقدم مادة وافية فى موضوع ما لفترة من الزمن. ويوصف هذا الأسلوب بأنه اتصال فى اتجاه واحد، حيث يقوم المحاضر بإلقاء محاضرته التى تتضمن أفكاراً ومعلومات وافية ومركزة.
مزايا هذا الأسلوب :
تقديم مادة وافية وغزيرة فى وقت قليل.
عيوب هذا الأسلوب :
1. احتمال أن يمل المخدومين سريعاً فى حالة إذا ما كان المحاضر ليس لديه الحضور او القبول، كذلك فى حالة تقديم الموضوع بصورة رتيبة مهما كان مستوى المحتوى المقدم.
2. إحباط المخدومين لو أن المحاضرة لم تف بكل توقعاتهم.
3. احتمال أن يفقد المتلقي التواصل المطلوب . (يسرح)

ملاحظات يجب أن تراعى عند اختيار أسلوب المحاضرة :
1. اختيار موضوع يصلح لأسلوب المحاضرة.
2. تحديد وقت المحاضرة.
3. معرفة الخطوط العامة للمحاضرة.
4. معرفة نوعية المشاركين من حيث المستوى التعليمي والاهتمام العام بالموضوع المثار.
5. توفر نص المحاضرة كاملاً ومكتوباً قبل موعد المحاضرة متى أمكن على ان توزع على المشاركين بعد المحاضرة.

2- الندوة : Symposium
تعريف: هي حلقة نقاشية يشارك فيها أكثر من متكلم حيث يقوم كل منهم بعرض رؤيته فى إحدى زوايا الموضوع المثار.
مزايا هذا الأسلوب :
1. استضافة اكثر من متكلم ومعرفة رؤية كل منهم فى الموضوع المثار والذي له جوانب متعددة مما يثرى الموضوع.
2. يستخدم هذا الأسلوب فى الموضوعات الخلافية والموضوعات متعددة الأبعاد (الاختلاط، الجنس...)
3. توفر التنوع الفكري لمتكلمين من ذوى اتجاهات متعددة.
عيوب هذا الأسلوب :
1. عدم التزام أحد المتكلمين بالوقت المخصص له.
2. كثرة الجدل بين الحاضرين أو الخروج عن المسار الأساسي للندوة.
3. تجاوز حدود اللياقة.
ملاحظات يجب أن تراعى عند استخدام أسلوب الندوة :
• أن يكون منظم الندوة ملماً بالموضوع إلماماً جيداً أو يعرف خلفية عامة عن كل متكلم، وله قدرة قيادية على إدارة الندوة وتوجيه الضيوف والمشاركين عند الحاجة مع مراعاة الوقت المحدد لكل متكلم، وللنقاش.

3- دارسة الحالة : Case Study
تعريف: يقصد بها تقديم حالة حية أو مسجلة (مرئية، مكتوبة، مسموعة) وتعبر عن موضوع أو مشكلة ما، ويقوم الحاضرون بدراسة الحالة وتقيمها واستخلاص التعاليم المطلوبة من خلال مناقشة حية حول حالة حقيقية.
مزايا هذا الأسلوب :
1. تقديم خبرة حقيقية تمس مشكلة واقعية.
2. يكسب المشاركين القدرة على معرفة المشكلة بأبعادها : (الجذور، التطور، النهاية)
3. اكتساب القدرة على التحليل ورؤية الحالة من جوانب متعددة.
عيوب هذا الأسلوب :
1. يتطلب مهارة معينة فى تسجيل وعرض الحالة.
2. قد تتطلب المناقشة خبرات وتخصصات لا تتوفر فى المشاركين ولكن يمكن علاج ذلك بتخصيص ندوة يناقش فيها ما قد أثير أثناء عرض الحالة.
ملاحظات عامة يجب أن تراعى :
1. أن تكون كل المعلومات المرتبطة بالحالة متوفرة.
2. الذي يقوم بإعداد الحالة للدارسة عليه أن يكون محايداً.
3. على المعد ومن يشاركه الإلمام بكل أبعاد الحالة.
4. كلما استخدم شكلاً فنياً لتقديم الحالة كلما كان ذلك مفيداً : فى الرد، المؤثرات...

4- الإثارة الذهنية :Brainstorm
تعريف : وهى محاولة لاستطلاع رأى أعضاء الجماعة فى موضوع ما أو قضية مثارة بشكل يتضمن تحدياً فكرياً للمشاركين.
حيث يقوم المشاركين بتنفيذ الآراء فى تسلسل منطقي وبصورة جماعية والوصول إلى رأى أو أراء فى نهاية اللقاء.
مزايا هذا الأسلوب :
1. طرح مجموعة من الأفكار المتنوعة خلال وقت محدد.
2. قبول كل وجهات النظر المطروحة.
3. تشجيع المشاركين على الحوار.
4. تنمية عادة الإنصات للرأي المطروح.
5. كل فكرة تطرح من أحد الأعضاء تثير فكرة جديدة لدى عضو آخر.
6. يساهم فى معرفة اتجاهات التفكير العامة لدى أعضاء الجماعة.
عيوب هذا الأسلوب :
1. قد يخرج بعض من المشاركين بأفكار خاطئة.
2. قد لاتصل المجموعة فى النهاية إلى رأى نهائي قاطع.
3. احتمال أن تتوه بعض الأفكار الهامة والحيوية فى زحام النقاش.
4. قد يسبب سير النقاش أحياناً بعض الإحباط.
5. بطيئو التفكير لا يستطيعوا المشاركة وقد يكونوا سبباً فى إعاقة سير النقاش.
6. أن لا تكون الأفكار المتولدة على المستوى المطلوب.
ملاحظات يجب أن تراعى عند استخدام أسلوب الإثارة الذهنية :
1. إدراك المشاركين بان هناك احتمالا وارد فى أن تكون بعض الأفكار المثارة خاطئة.
2. عدم تحول النقاش إلى صراع فكرى أو مناظرة.

ملاحظات عامة ختامية :
على الخادم أن يراعى ما يلي عند استخدام أي أسلوب من أساليب تقديم الموضوعات وذلك كما يلي :
1. توافق الأسلوب المستخدم مع الموضوع المطروح.
2. تنمية قدرات الخادم على امتلاك مهارة كل أسلوب. فإذا كان الأسلوب المستخدم يحتاج إلى مهارة فى الطرح أو الحوار مثلا فلابد من توفر القدرة الذاتية على ذلك.
3. أن الهدف الأسمى من طرح أي موضع فى إطار البرنامج التعليمي العام هو أحداث تأثير فى ثلاثة محاور أساسية هي :
(أ) الاتجاهات (ب) المهارات. (ج) المعلومات.
وعليه فإنه يجب أن يراعى ذلك مهما كان الأسلوب المستخدم فى تقديم الموضوع.

بجد الموضوع جميل ...
ربنا يباركك ومنتظرين المزيد ...
لكن كنت عايزة أعرف أيه أفضل وسيلة لتقديم الموضوعات لمراعاة الفروق الفردية للمخدومين ..
علشان كله يستفيد ....
وبجد ميرسى على الموضوع الجميل ده ...
وصلوا لإجل الخدمة فى كل مكان ....