(هـ) التحايل:
ماذا نعني بالتحايل؟
هو ذلك الأسلوب الفكري الذي يلجأ إليه البعض لتمرير الأفكار والآراء المختلفة اعتماداً على أساليب الالتواء، والمغالطة المقصودة والغش الفكري حيث يفتقد هؤلاء تقديم أفكارهم بصورة منهجية واقعية ومنظمة.
مظاهر التحايل في حياتنا اليومية:
(1)الروغان.:
حيث يلجأ إليه البعض عندما يجد نفسه طرفاً في حوار من مصلحته في هذه اللحظة ألا يخوض فيه رغم أهميته وحيويته أو غير قادر على الخوض فيه فيبدأ فى استبدال القضية الرئيسية محل النقاش بقضايا أخرى فرعية ربما تكون بعيدة كل البعد عن الموضوع الرئيسي أو على أقصي الظروف تكون جزئية وهامشية بالنسبة للقضية الرئيسية.
فمثلاً عندما يكون هناك أحد الطلاب الذين يهملون دروسهم ثم يأتيه آخر بأهمية الاستذكار ويحاول مناقشة هذا الطالب في قضية التعليم في مصر وما هو عائد ذلك مستقبلاً.
بالطبع قد يكون ذلك مجال للنقاش بصفة عامه ولكنه ليس مبرراً كافياً لموقفه من الاستذكار.
(2)المراوغة:
وهي ما اصطلح على تسميته في حياتنا اليومية (اللف والدوران) حيث يلجأ إليها مستخدميها عندما لا يريد حسم أمر من الأمور أو الإجابة بكلام محدد حول موضوع المثار بل يترك النقاش تائهاً يروح ويجئ دون أي تحديد.
(3)غش الحقائق:
حيث يلجأ إليها البعض وذلك إما باستبدال الحقيقية الأساسية بحقيقة أخرى فرعية أي إخفائها، أو بتشويهها أو المبالغة فيها بالقدر الذي يجعل البعض لا يقبلها كل ذلك بهدف التحايل على الآخرين لغرض ما في نفس الذي يعتمد الأسلوب غش الحقائق.
أصدقائي وبعد كانت هذه بعض ملامح التحايل في حياتنا اليومية والتي يلجأ إليها البعض سواء عن قصد أو بدون قصد والتي تعكس في الحالتين عدم قدرة حقيقة لدى هؤلاء البعض على مواجهة القضايا والأمور بصورة فكرية ومنهجية سليمة ومنظمة فالأكيد أنه في ظل غياب الرؤية والمنهج لدي الشخص يضطر إلى أن يعوض ذلك النقص والغياب باللجوء إلى التحايل والتى يصفها بعضنا أحياناً بالفهلوة.
(و) التبسيط المخل:
ماذا نعني بالتبسيط المخل:
التبسيط المخل هو ذلك الأسلوب الذي يلجأ إليه البعض عند تناولهم لقضية من القضايا أو موضوع من الموضوعات حيث يضعون هذه القضية أو هذا الموضوع في قالب بسيط للدرجة التى يحذفون فيها جميع التعقيدات والتميزات الأبعاد المرتبطة بالموضوع أو القضية محل النقاش ويتخيل أصحاب هذا الأسلوب أنهم ألموا بالموضوع أو القضية إلماماً تاماً رغم أنهم في الحقيقة يسطحون الأمر تسطيحاً كاملاً.
أسباب التبسيط المخل:
أن المتأمل لحياتنا اليومية يستطيع أن يلمح بيسر إلى حد يسود أسلوب (التبسيط المخل) بالقدر الذي أصبح فيه هذا الأسلوب منهجاً عاماً، أن اللغة تسود حواراتنا يغلب عليها النظر الخارجي السطحي للأمور وللتبسيط المخل أسباب من ضمنها ما يلي:
(1)الكسل العقلي :
أن الشخص الذي لم يتعود على التفكير أو الإمعان والتعمق في الأمور نجده يتكلم دائماً بلغة التبسيط فها هو يقول مثلي (أن الجزر بيقوى النظر) دون أن يقدم أي إثبات أو برهان على ذلك.
(2) تعمد إخفاء جانب أو أكثر من الحقيقة :
يلجأ أحياناً بعض الأشخاص إلى تبسيط موضوع من الموضوعات بصورة متعمدة بحيث يبرز جانباً معيناً يهمه إبرازه دون أن يبرز جوانب أخرى مرتبطة بنفس الموضوع.
(3) ادعاء المعرفة :
إن مدعى المعرفة دائماً عند تناولهم لأي موضوع فإنهم غالباً يتعاملون معه بصورة مبسطة موحية بالمعرفة الدقيقة فمثلاً نجد البعض يتكلم عن (أن كل شئ نسبى) حسب ما يقول اينشتاتين، بالطبع الموضوع أعقد بكثير من هذه المقولة التى تطرح ببساطة.
أصدقائى …. ما أحوجنا إلى العمق والتأني فى دراسة الأمور بكل أبعادها وتفصيلاتها