++ الخلق والتجسد علامتا حب ++

– الخلق علامة حب :
لقد خلق الله الكون بكل ما فيه بدافع الحب حب حر مجاني . لقد أراد الخليقة كاملة الجمال والوصف . فالله ذاته كلى الجمال والكمال فهو الأبدي السرمدي الذي لا يعوزه شئ . يلاحظ في الخلق أن الإنسان هو مركز الخليقة . فقد خلق الله الكون كله من أجل هذا الإنسان لم يكن كمثل باقي الخلائق . فنجد الله يخاطب الأقانيم لنصنع الإنسان على صورتنا ومثالنا . جاء الإنسان على صورة الله في القداسة والكمال , فلم يكن هو الكمال في ذاته . بل لقد نفخ الله عليه بهذه الصفات . ومن ضمن هذه الصفات النقاء الذي ل تشوبه شائبة . حتى يتمتع بعلاقة حميمة قوية مع الخالق . لقد خلق الله الإنسان لكي يشاركه في المجد والكرامة . ألسي هذا قمة الحب . أن الذي لا يعوزه شئ يخلق الإنسان لكي يشاركه في الحب والكرامة . هذا هو الحب أن يمنح الله ذاته للإنسان المخلوق من نسمة الحياة التي نفخها في أنفه . لذا يقول القديس أغسطينوس " لقد خلقتنا يا الله وقلوبنا متجهة نحوك ولن تستريح إلا فيك " .

2 – الخطييئة تشويه للحب :
كان الإنسان المخلوق يتمتع بعلاقة حب كبيرة بينه وبين الخالق , وتحكى لنا قصة الخلق الثانية أن الله كان ينزل ويتمشى مع الإنسان، وهذا يعنى قوة العلاقة التي كانت تربط الله بالإنسان , ولكن هذه العلاقة لن تستمر طويلا بسبب علاقة الإنسان التي انحرفت بعيدا عن الله . لقد أوصى الله الإنسان أن يأكل من كل شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر . كان هذا الأمر من أن يعطى الإنسان الحرية أن يختار أن يعيش معه أو يرفضه . فالخالق أعطى إمكانية الرفض للإنسان أن يصبح اله مرفوضا من خليقته, وهذا ما حدث بالفعل عندما فضل الإنسان أن يكون هو محور ذاته ولا مرجعية له .فرمزية الشجرة هي حرية اختيار الإنسان كما يقول الكتاب المقدس " أمامك طريقان أيها الإنسان طريق الحياة والموت فأختار لنحيا " ( تث 30 : 11 – 30 ) , والخطيئة هي تفصيل قيمة زمنية على حياة أبدية كما يقول أرميا النبي " لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية ليحفروا لأنفسهم أبار مشققة " ( أرميا 2 : 12 ) .

3 – التجسد إعادة الحب :
فقد الإنسان القدرة على المصالحة مع الله , ولكن محبة الله لم تشأ الإنسان بعيدا عنه . متحدا طريق الموت . فالله لم يشأ الخاطئ بل توبته . لقد أراد الله أن يعيد العلاقة من جديد فهو الآب الذي يحنو على أبنائه رغم خطاياهم وبعدهم وتركهم إياه . أراد الله المصالحة مع أولاده . أراد إعادة بناء الثقة التي إنهدمت . أراد أن يرفع الإنسان من خطيئته . أراد أن يجسد هذا من خلال قمة الحب . التجسد . لقد صار الإله إنسانا أخذا طبيعتنا ليعطينا طبيعته . كما يقول أرينيموس " لقد صار الإله إنسانا لكي يصير الإنسان إلها . فالابن الذي هو مساو الأب أخلى ذاته آخذا صورة عبد فالتجسد هو قمة حب الله الإنسان . هو إعادة العلاقة التي قطعها الإنسان .

4 – التجسد تخلى :
لقد تخلى الابن عن مجده آخذا صورة عبد . لم يشأ أن يكون السيد . بل أخلى الابن ذاته متخذا صورة عبد " الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله . لكنه أخلى نفسه . آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس " ( فيلبى 2 : 5 – 7 )

5- التجسد حب :
هو قمة الحب . حب الله للإنسان . هو بناء العلاقة التى أنهدمت بسب انفصال الإنسان عن الله الخالق المحب . يتساءل الإنسان المتأمل ما الذي يدفع الله الآب أن يرسل ابنه الوحيد للعالم ؟ إنه الحب . فمنذ لحظة الخلق أراد الله أن يرسل ابنه للعالم . لكي يشارك الإنسان في حياته . لكي يكون الإله الذي عاش حياة الإنسان حيث شابهنا في كل شئ ما عدا الخطيئة .

6 – إن التجسد هو عطاء الذات :
لقد أعطى الإله ذاته للإنسان بتجسد الابن يسوع المسيح ففي القداس الإلهي نقول " أعطانا ما له وأخذ ما لنا " . بالتجسد أعطى الابن الحياة الأبدية لكل من يؤمن به . كشف لنا أسرار الملكوت . آخذا على عاتقه خطايانا . أن قيمة العطاء هو التجسد . لقد أعطانا الآب الابن . وما أجمل هذا العطاء .

7 – التجسد خلاص :
إن مسيرة خلاص الإنسان بدأت من التجسد . فإن الخلاص لم يبدأ في النهاية إي بصلب الابن . بل التجسد بحلول الابن فى وسطنا . هذه أولى خطوات الخلاص . فالله بدأ خلاصنا بتجسد ابنه الوحيد .